هي ليست صراصير إنما ال calisoma او “خنفساء الأرض” المفيدة للطبيعة وهناك فصائل عديدة منها إنما الأكثر إنتشارا منها في بلدان تركيا وسوريا ولبنان هي فصيلة ال inquisitor… وبعد أن ظهرت أعداد كبيرة منها في بلدات من البقاع الغربي الأسبوع الماضي، لوحظ بعضها في قرى قضاء زحلة وفي نواحي من المدينة.
في التفسير العلمي ليست ال calisoma مهاجرة، إنما حشرات مستوطنة، تدخل في فصل الشتاء بثبات طويل، يجعل يرقاتها تنمو، لتخرج من المخابئ جائعة مع إرتفاع درجات الحرارة. وعليه فهي قد تبقى مستوطنة في الطبيعة، الى ما بعد شهر حزيران اذا استمر الطقس معتدلا بدرجات حرارته
هي حشرات مفيدة للطبيعة، كونها تتغذى من الأعشاب الضارة، أما كمياتها الكبيرة المفاجئة فمرتبطة بتوفر العوامل المناخية وبمقدار التغذية الذي حصلت عليه في الصيف والخريف الماضيين، والذي سمح بإباضتها بشكل كبير.
ليس لدى الخنفساء قدرة على السفر بأسراب لمسافات طويلة، وإنما إذا تكاثرت في مكان معين تبحث لها عن أمكنة أخرى لتفسح مجالا أمام تكاثر الأجيال الجديدة.
ظهور ال calisoma في الليل خصوصا مرتبط بكونها حشرات ليلية، تنجذب للضوء بشكل أساسي.
هذه المعلومات مستقاة من المهندسة الزراعية في مصلحة الابحاث العلمية الزراعية زينيت موسى، التي كانت قد أجرت دراسة عليها إثر ظهور ظاهرة مشابهة في محافظة حماه بسوريا. حيث أكدت بأن لا إرتباط بين ظهور هذه ال”الخنافس″ وظاهرة الفراشات المهاجرة التي شهدناها قبل أسابيع، لأن “الخنفساء” لم تتكاثر الآن، إنما كانت في حالة تكاثر منذ إنتهاء موسم الخريف الماضي. كما أن هذه الخنفساء لم تأت من سوريا، بل من المخابئ التي إستوطنتها محليا، خلال فصل الشتاء الطويل، والذي قد يكون قتل أعدادا منها، وخرجت الباقية مسرعة بحثا عن طعام تسد به جوعها.
مشهدها بهذه الكثرة “مقزز” من دون شك، ولكن نصيحة العلم هي عدم مكافحتها بالسموم، لأنه على رغم ما قد تثيره من “قرف” هي مفيدة جدا للطبيعة.