لم يسع لبعض من  شاركوا في الحفل الموسيقي الذي أحيته فرقة  Chorea Kozacky الأوكرانية  في قصر بلدية زحلة،  إلا أن يعلقوا على “النفضة” الشاملة التي شهدها المكان، والتي حوّلت إستخدام باحته الوسطية، لتصبح ملتقى ثقافيا حضاريا، أنهى ذاكرة “سجن الرجال” الذي كان قد شغل لعقود الطابق الأرضي في هذا القصر.

” نحن حضّرنا هذا المكان لنتمكن  بقدر الامكان من إقامة إحتفالات ثقافية ضمن البلدية بقياس بيتنا.” كما قال رئيس البلدية أسعد زغيب في كلمة ترحيبه بالحاضرين  و”هذه هي البداية، مع السفارة الأوكرانية التي إختارت أن تكون زحلة ثاني محطة لها بعد إفتتاح مهرجانها، من ضمن فعاليات مهرجان الثقافة الأوكرانية الذي ترعاه وزارة الثقافة بالتعاون مع السفارة الاوكرانية في لبنان.” متحدثا عن القديسة بربارة كحلقة وصل بين هذه المنطقة وأوكرانيا، في ترحالها بين مكان ولادتها في بعلبك ورقادها في كييف.

فرد السفير الأوكراني اوهار اوستاش التحية قائلا: “بالامس اطلقنا المهرجان الاوكراني في لبنان. وبالتالي فإن اول مدينة ننتقل اليها خارج بيروت هي زحلة. لماذا زحلة. لأن زحلة هي واحدة من أهم المدن الحضارية الموجودة في الشرق الاوسط. وهي واحدة من أكبر المدن المسيحية في هذه المنطقة. زحلة مدينة مميزة للأدب والشعر، والنبيذ الرائع. وزحلة أيضا تحضن مجتمعا اوكرانيا رائعا” وتحدث اوستاش عن إتفاقية شراكة ستوقع خلال شهرين بين زحلة وإحدى المدن الأوكرانية. هذا إضافة الى العمل على ترجمة كتاب لفيلسوف ورحالة اوكراني  زار الاماكن المقدسة في هذه المنطقة سنة  1728 ووصف الكنائس الموجودة فيها،  مشيرا الى ان الكتاب سيقدم خلال سنة  باللغة العربية للبنانيين، كدليل إضافي على الرابط التاريخي الحضاري  بين اوكرانيا ولبنان.

كان يمكن من الإبتسامات التي زينت الوجوه، مراقبة الأجواء المريحة التي بثها هذا الحفل الموسيقي، والذي أشعلته الفرقة الأوكرانية بموجات من التصفيق الحاد لوصلاتها، المتميزة في عالم الموسيقى.

شرح السفير الأوكراني أهمية هذه الفرقة، التي نشأت في كييف سنة 2005، وتستمد إسمها كما روحية الأغنيات التي تقدمها،  من قطعة موسيقية تعود الى سنة 1640 صنفت نشيدا شعبيا يتضمن وصفا ملحميا لمقاومة الشعب الأوكراني وتمرده على الظلم  ما بين القرنين السادس عشر والسابع عشر.

الى اللباس التقليدي التراثي، ظهر العازفون أيضا على آلاتهم الوترية والنفخية التراثية، والتي شرح السفير أهميتها الثقافية، مشيرا الى تشبيهها من قبل أحدهم ب “العود”

كان الحفل بمثابة رحلة باطنية في إستكشاف الموسيقى الأوكرانية، التي لم يشعر الحاضرون بكونها غريبة عن ثقافتنا، فتفاعلوا معها حتى أقصى الحدود، الى حد ممازحة عضو المجلس البلدي أنطوان الأشقر الحاضرين في نهاية الإحتفال قائلا “بأن القطعة الموسيقية الأخيرة كانت نشيد زحلة يا دار السلام”.