ماذا يجري في مجرى نهر البردوني عند مدخل المقاهي؟

لا شك أن الكثيرين لاحظوا جدران الدعم التي بوشر تلبيسها بالحجر على ضفتي النهر، في مشروع يكشف جماليته قبل الوصول الى منطقة المقاهي، إلا أن هذا ليس سوى جزء من ورشة أكبر تتضمن توسيع منطقة البردوني السياحية، لتمتد على مساحة 50 الف متر مربع، بدءا من مستشفى خوري العام، مرورا بمدخل المقاهي حتى درج وادي العرائش،  ومن ثم من مدخل هذه المقاهي بإتجاه طلعة الكلية الشرقية.

صدرت المراسيم المتعلقة بهذا المشروع منذ سنة 2004، وتأجل تنفيذه مع تبدل السلطة البلدية في سنة 2010، ليضعه المجلس البلدي الحالي في سلم أولوياته منذ تسلمه مهماته في سنة 2016، حيث أجرى بعض الإستملاكات، لتذليل العقبات التي كانت تقف بوجهه، ومن ضمنها إستملاك مقهى الأريزونا الذي يقع في وسطه، وباشر بأولى مراحل العمل من خلال تلبيس حيطان النهر بالحجر.

ماذا يتضمن المشروع؟

يشرح رئيس بلدية زحلة – معلقة وتعنايل أسعد زغيب بداية، أن حجم المشروع وتكلفته الكبيرة لا تسمحان بإنجاز العمل دفعة واحدة، ولذلك يجري تقسيط ملفات التلزيمات، من ضمن رؤية واحدة للطابع النهائي الذي ستتخذه هذه المنطقة مع إنجاز كل مراحل المشروع، والذي يتضمن:

تحويل المنطقة إبتداءا من مستشفى خوري الى طلعة الشرقية، منطقة للمشاة فقط، لا يسمح بدخول السيارات إليها إلا من ضمن نظام معين موضوع لسكان الوحدات السكنية في المنطقة، ولأصحاب الحاجات الخاصة، وللسيارات التي تحضر الطعام للمطاعم، والمحددة في وقت معين.

في هذه المنطقة، سيتم إستحداث ثلاثة مبان من ضمن مخطط موضوع لا يسمح بأن يتعدى حجم البناء نسبة الخمسين بالمئة من المساحة الإجمالية للمنطقة. الى جانب إستحداث مركز سعيد عقل الثقافي الذي لزمت دراساته في المرحلة الحالية.

 إثنان من المباني المذكورة ستنشآن بموقع مقهى الأريزونا سابقا وموقف السيارات المحاذي لها، وتضمان boutique shop  ومحلات لبيع الحرفيات، ومقاهي ومطاعم صغيرة وكبيرة، مع فسحة خارجية أمام كل منها، بما يخلق نوعا من متعة إرتياد هذه المنطقة، على ان ينشأ في طابق ما تحت الارض ملاه ليلية، مجهزة بشكل يمتص ضجتها حتى لا تتسبب بأي إزعاج للمحيط.

 بعد مقهى المزاج حاليا سيتم إستحداث المبنى الثالث والذي سيكون مخصصا لخدمة المنطقة السياحية، ويتضمن ايضا مركزا للشرطة البلدية. وننشأ فوقه مطاعم مع تراس.

في المحلة المعروفة بالبستنة، حيث يوجد موقف للسيارات حاليا، يحدد القانون إنشاء موقف سيارات أيضا من ثلاثة طوابق تتسع لنحو ألف سيارة، ستجهز بخمسة مخارج للسيارات، مخرج لجهة مستشفى خوري العام، مخرج الى الوحدات السكنية القريبة، والتي سيخصص سكانها بفسحات في الموقف، منعا لركن سياراتهم في منطقة المشاة السياحية، مع تأمين جسر يسمح بوصول هؤلاء مباشرة الى منازلهم. المخرج الثالث سيكون الى منطقة المقاهي، وهذا سيجهز بسجادة كهربائية لإستيعاب كثافة عدد الرواد المتوقعة بإتجاه المنطقة، ومخرجين من جهة المزاج.  فوق طوابق الموقف التي ستنشأ تحت الارض يحدد المرسوم إقامة حدائق كبيرة، تخلق جمالية في الموقع.

امام اوتيل قادري الكبير ستستحدث بركة مياه كبيرة  تتسع لنحو الفي متر مكعب، مع غرفة للضخ، وقساطل تحت الطريق، تصل الى جسر وادي العرائيش، حيث ستنشأ ايضا بركة ثانية، والهدف هو تأمين ضخ المياه بشكل دائم في النهر، وخصوصا في فصل الشح إبتداء من منتصف شهر تموز، مما يؤمن دورة دائمة للمياه في مجرى النهر، وإن بشكل إصطناعي.

علما أنه بمحاذاة أوتيل قادري أيضا سيستحدث جسر يربط البولفار الاساسي بالطريق الخلفية.

تغييرات في البنى التحتية

هذا المخطط سيتطلب طبعا تغييرات في بعض البنى التحتية الموجودة في المنطقة، وأبرها عند طلعة الكلية الشرقية، حيث سيجري رفع مستوى الطريق، لإستحداث مستديرة، يجري حاليا وضع الخرائط التنفيذية لتلزميها، وهي ستؤمن السير بشكل سليم ومنظم في هذه المنطقة.

الى ورشة عمل كبيرة ستتضمنها منطقة المقاهي، من إعادة رصفها بالحجر، الى تأهيل الدرج في نهايته للتخفيف من عاموديته، مع إستحداث منطقة إستراحة في نهاية الوادي تجهز بمقاعد مواجهة لمشهد النهر الممتع عند هذه المنطقة.

المهم أن يحمل الزحليون الحلم معا

يضع مرسوم إنشاء المنطقة السياحية شروطا محددة للإستثمار، يخضع لها أصحاب الملكيات الخاصة في هذه المنطقة، حتى تحافظ على الطابع الموضوع لها. وإذا كان تنفيذ المشروع سيستغرق وقتا طويلا، كون حجم المال الموجود لدى البلدية لا يسمح بتمويله دفعة واحدة، يشير رئيس البلدية أسعد زغيب، الى أن أن العمل في هذه المنطقة سيجري على مراحل، وقد باشرنا حاليا بحيطان الدعم، ولزمنا مستديرة الشرقية، وقمنا ببعض الإستملاكات، إلا أن حجم العمل المطلوب يجعلنا كالفقير الذي يريد أن يبني بيتا، ما علينا، سوى أن نتصور هذا البيت برؤيته النهائية، ونعمل في كل مرة على زيادة مدماك، حتى نصل الى ما نطمح اليه.

فنحن، كما يقول زغيب،  يجب ان نخطط كأننا اغنياء حتى لا نخطئ لان الخطأ يكلفنا كثيرا. أما ما يضمن إستمرارية المشروع مع تغير العهود “فهي  القناعة الموجودة عند الزحليين، لأنه  اذا اقتنع الزحليون انهم يريدون المشروع يجب ان يعرفوا كيف يطالبون به ويسعون لتحقيقه حتى النهاية.”

بالنسبة لزغيب،  “نحاول أن ننقل الحلم بزحلة الى الأجيال اللاحقة،  لأن تحقيق بعض الأحلام قد يحتاج الى عمرين،  ولذلك اقول ان الحلم يجب ان يمرر  ويجب ان نغرسه بقلب الشباب. وليس معنى ذلك ان هذا الحلم سيصبح منزلا، بل على العكس يمكن أن يتطور مع الاجيال، وانما علينا ان نضع رؤيا العمل والتطور لنعرف الى أين نحن متجهون بمدينتنا.”