في حديث لبرنامج بلدي بلديتي مع الإعلامي فادي ناكوزي عبر إذاعة لبنان الحر، أكد رئيس بلدية زحلة- معلقة وتعنايل أسعد زغيب، أن أهالي زحلة سيبدأون في المرحلة المقبلة بتلمس المشاريع، التي إستكملت البلدية دراستها، وستأخذ طريقها الى التنفيذ تباعا،  مؤكدا أننا لا نعمل كردة فعل، وإنما من ضمن  رؤية وبرنامج وخطة نسعى لتحقيقها خلال فترة ولايتنا.

وأبرز زغيب على سبيل المثال مشروع توسيع المنطقة السياحية الذي وضعت رؤيته الشاملة وبدأ تلزيم أقسام منه بناء لهذه الرؤيا، الى مدخل مدينة زحلة الذي ستتغير بعض معالمه، الى إستحداث مواقف للسيارات في وسط المدينة. ليتوقف بإسهاب عند مشروع نقل عام بلدي صديق للبيئة يحد من التلوث الناتج عن الإكتظاظ الذي ترتفع نسبته في “كعب” الوادي. وأوضح زغيب أن تنفيذ المشروع ماليا سيتطلب تقسيمه على مراحل. وستبدأ البلدية بتنفيذه بالتقسيط وفقا للإمكانيات المالية المتوفرة، علما أن الإتحاد الأوروبي تبنى المشروع من ضمن تمويل مخصص للبديات بالتعاون مع الوكالة الفرنسية للتنمية، وأبرز إستعدادا لتأمين جزء من التمويل المطلوب، وسنعمل حاليا على إستكمال الدراسات اللازمة من أجل وضعه على خط التنفيذ.

الإنتماء الزحلي

بدأ زغيب حديثه بالإشارة الى هوية زحلة، المدينة الحديثة بتكوينها، والتي  لم نرثها من الرومان او الفينيقيين وإنما وجدت منذ سنة 1690 نتيجة لتوافد أناس أرادوا التخلص من نظام الاقطاع الذي كان سائدا، سواء  السياسي او الديني. وأضاف زغيب أن زحلة لم تخضع يوما لسلطة معينة، ولذلك فإن ما ميز الزحليين هي قدرتهم على إتخاذ القرارات التي تعني مدينتهم بالمشورة، وهذا ما جعل لزحلة وللزحلاوي طبيعة مختلفة عن باقي اللبنانيين، وخلق هذا الرابط بين الزحلي وبين مدينته، والذي يتمسك به الزحلي أينما وجد في العالم، والدليل الى ذلك ما نشهده من نواد زحلية في مختلف بلدان العالم، والتي لم يتشكل مثيل لها بالنسبة لباقي المدن اللبنانية.

اللامركزية مطلبنا

 وفي نظرة واقعية الى الحاضر، إعتبر زغيب أن الظروف السياسية التي مر بها لبنان منذ عهد الإنتداب الفرنسي، ومن ثم الأحداث اللبنانية جعلتنا ننغلق على نفسنا، وبالتالي خسرنا الكثير من موقعنا، لافتا في المقابل الى الهدف الذي وضعته البلدية في إعادة وصل ما إنقطع، من خلال بناء الثقة مجددا بين زحلة ومحيطها، وخصوصا في وسط الجيل الشاب، الذي ينزع الى بناء الافكار المسبقة غير المبنية على معرفة بالآخر. وأضاف نريد ان نتعرف على بعضنا بعضا، ونحافظ على العلاقة مع محيطنا، وهذا ما نحاول أن نفعله من خلال برنامج “التحدي الثقافي الكبير” الذي يجمع تلاميذ المدارس في زحلة والجوار، في منافسات رياضية يتعاون فيها الجميع من أجل الربح. وإذ إعتبر ان هذه مهمة تحتاج الى جهد كبير، لفت في المقابل الى التجاوب الذي بدأت بلدية زحلة تلمسه من بلديات الجوار.

وتطرق الحديث الى اللامركزية الادارية التي إعتبرها زغيب ضرورية في عملية الإنماء والتطور، ولكنه رأى أن من يملك السلطة لن يكون مستعدا ليتخلى عنها بسهولة ولذلك علينا إيجاد محفزات تدفع هؤلاء للتجاوب مع المشاريع المقترحة، لافتا في المقابل الى إمكانية تحقيق هذه اللامركزية على مستوى الانماء، الذي يمكن جمع مسؤولياته، من تأمين خدمات المياه والصرف الصحي والكهرباء والطرقات والهاتف، في البلدية.

وطرح زغيب في المقابل علامات إستفهام حول الصندوق البلدي المستقل الذي رأى أن الاموال الموجودة فيه هي حق للبلديات ولا يجوز إحتجازها، كما انه من حق البلديات ان تعرف وارداته بالتفصيل، الامر الذي لا ينطبق على الواقع الحالي.

وطالب زغيب في المقابل أن تتعامل الدولة مع زحلة كبلدية كبرى لا تحتاج الى رقابة مسبقة، وخصوصا من دائرة التنظيم المدني الذي يقوم بتأخير الكثير من المشاريع، لافتا الى مشروع قانون  جرى التقدم به لتحويل زحلة مدينة كبرى اسوة ببيروت وطرابلس،  لأن زحلة كما قال  تعد  180 الف نسمة  وهناك في المدينة 70 الف ناخب ولدينا 85 مليون متر مربع من الأراضي،  أي أن  مساحتنا اكبر ب3 اضعاف ونصف من بيروت، وبالموازنة الموجودة لدينا نحن قادرون على تمويل مشاريعنا،  ولذلك  نطلب بأن يريحونا من الروتين الاداري.

نحب ان ننفق أموالنا على الإنسان الزحلي

وردا على سؤال حول سبب إبتعاد زحلة عن المهرجانات الدولية، أشار زغيب الى تجارب سابقة مع هذه المهرجانات، ولكننا نحب أن ننفق اموالنا  على الانسان الزحلي، ليرتقي. وهذه كما أشار سياسة اعتمدت منذ سنة 1998، حيث لم يكن يوجد قبل تشجيع البلدية سوى فريق كشفي واحد لديه فرقة موسيقية ، اليوم اصبح لدينا خمس فرق كشفية تملك آلات موسيقية، ولم يكن يوجد في المدينة مسرح تمثيلي، وصار اليوم لدى كل المدارس مسارح، الى تشجيع الرسامين والكتاب والفنانين، ونحن ننفق على هؤلاء ويهمنا أن يكون أبناء المدينة فرحون.

وأكد زغيب ردا على سؤال أن إنتماء البلدية الوحيد حاليا هو لمدينة زحلة، لأن السياسة تقف على باب البلدية و”هذه هي السياسة التي عملت بها منذ أول ولاية لي على رأس البلدية”، لافتا الى ان زحلة لم تنل ما نالته من إنماء سوى عن طريق بلديتها، وليس عن طريق الدولة ووزاراتها.