“البحر وأسراره” يتجسد في 87 لوحة فنية بأيدي أطفال تتراوح أعمارهم بين 6 و 17 سنة، ستعرض  في حديقة “محترف جورجيت زعتر” مسائي الخميس والجمعة في 18 و19 تموز الجاري، برعاية رئيس بلدية زحلة- معلقة وتعنايل أسعد زغيب.

هي قصة “الحياة” الموجودة في البحر “أحداث تاريخية” شهدها البحر، “وأسرار” جسدها كل طفل بألوان سمكة، أو صخرة او حورية، أو قارب، أو كنز، أو حتى معلم، متبعا أصول الرسم التي تعملها في عام، لتكون مشاركته بهذا المعرض، الذي تنظمه جورجيت زعتر للسنة 13 على التوالي.

في معرض هذه السنة ستكون مشاركة ضيفتين صغيرتين دون الست سنوات، بالإضافة الى تلميذين سابقين، جذبهما عنوان “البحر وأسراره”، وأرادا ان يجسدا أفكارهما حوله بلوحتين من وحي إحساسيهما.

لماذا “البحر وأسراره” وهل لذلك علاقة بالموضوع الذي إختير لمهرجان عربات الزهور ايضا من ضمن مهرجانات الكرمة السياحية. تقول زعتر إن التلاقي بين موضوعي النشاطين كان صدفة، بعد جوجلة لأراء التلاميذ، الذين جذبهم هذه السنة موضوع البحر وأسراره، لما يحمله من حيوية في الالوان التي يمكن إختيارها، وعليه سيكون معرض هذه السنة حافلا بالألوان المرحة، والتي تدخل البهجة الى القلوب، وتروي القصة التي عاشها كل طفل مع هذه التجربة.

تؤكد زعتر في المقابل بأن “الرسم” موهبة موجودة عند الطفل، إلا أن ذلك لا يكتمل من دون تعلم أصوله، وطبيعة القياسات التي يجب إتباعها ولهذا فإنه قبل تجسيد اللوحة، فإن كل طفل حاز على صورة سمكة، قام بنسخها بتصرف لتتناسب مع مضمون القصة التي أراد إيصالها والتي يضع فيها كل طفل موهوب من مخيلته.

فنحن بالنهاية مدرسة رسم. وهناك أصول للرسم نعلمها لأطفالنا، قبل أن ينطلقوا بترجمة مواهبهم على اللوحات، التي نتقصد أن تكون ألوانها زيتية، مع أننا نتعلم كل السنة بال “إكليريك” لما تحمله هذه الألوان من هدوء، إضافة الى أسباب تقنية.

تفرح زعتر في المقابل لكون الأهل يشجعون هذه المواهب عند أطفالهم، وتشير الى أن الرسم موهبة غير جاحدة، وهي لو إنقطع الطفل عن ممارستها تبقى موجودة لديه، ولذلك ما إن يجلس أمام لوحة حتى تبدأ حركة يديه من حيث توقفت.

ومن هنا تشير الى أنها تشجع في المعرض السنوي الذي تنظمه مشاركة التلاميذ السابقين إذا رغبوا بذلك، لأن هذا مهرجان للاطفال وما يهمنا هو  ان نشجع المواهب.

يبتعد المعرض كليا في المقابل عن المفهوم التجاري، لأن الهدف تثقيفي بالدرجة الأولى، والفنان كما تقول زعتر، إذا وضع برأسه أنه سيشارك بالمعرض ليبيع لوحته سيفشل في تجسيد موهبته. وتروي عن تجربة سابقة مع طفل رغب أحد الأشخاص بشراء لوحته، ولكن قلبه إنفطر عليها، وكان ذلك سببا إضافيا ليحافظ كل طفل على لوحته التي شارك بها بالمعرض.

يذكر أخيرا أن محترف جورجيت زعتر هو وليد فكرة بدأت سنة 2005، بعدما أقامت معرضا للوحاتها في اوتيل قادري الكبير، حينها سألها أحد الأشخاص “لماذا لا تعلمين الأطفال الرسم” وبالفعل بدأت التجربة مع تلميذين، لتستقبل سنويا أكثر من مئة تلميذ.

سنة 2006 أقامت أول معرض مع خلطة أفكار إختارها الأطفال للوحاتهم، ليبدأ المعرض بالتخصص في السنة التالية، ويستمر بعرض الأفكار الموحدة حتى العام الجاري. تقول زعتر هذه السنة نقيم المعرض بنسخته ال 13، وفي كل سنة تكون التجربة أجمل من سابقتها.

المحترف موجود في كل ايام السنة، ويستقبل كل موهوب، أيا كان عمره، “لأن  لا عمر محدد للبدء بالرسم، فالرسم كما تقول “الموهبة الوحيدة التي تختمر لدى الانسان، وحتى لو صار بعمر متقدم لا يمكن ان تخزله الموهبة.”