26 تموز من سنة 2019 تاريخ يسجل في عمر قصر بلدية زحلة،  ويحفظ في لوحة تذكارية تؤرخ لإعادة تدشين القصر بعد تأهيله، برعاية وحضور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

يدا بيد مع رئيس بلدية زحلة –معلقة وتعنايل أسعد زغيب، وزيرة الداخلية ريا الحسن، ووزير الخارجين والمغتربين جبران باسيل أزاح عون الستار، ليدخل الى الباحة الداخلية وسط تصفيق الجمهور، وعلى وقع النشيد الوطني اللبناني وأغنية طلوا حبابنا طلوا التي أداها كورال عنقود بقيادة روزي غره.

وكان أبرز الحاضرين: نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، وزير الدفاع الوطني الياس بو صعب، وزير البيئة فادي جريصاتي، ووزير الدولة لشؤون التجارة الخارجية حسن مراد، والنواب: غازي زعيتر، عاصم عراجي، سليم عون، علي المقداد، جورج عقيص، هنري شديد، قيصر معلوف، محمد القرعاوي، جميل السيد، ميشال ضاهر، بكر الحجيري، ادي دمرجيان، وروجيه عازار، رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام درويش، مراعي الأبرشية المارونية المطران جوزف معوض،  مطران زحلة للسريان الأرثوذكس مار يوستينوس بولس سفر، متروبوليت زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس المطران أنطونيوس الصوري، رئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف، اضافة الى وزراء ونواب سابقين، وكبار موظفي الدولة، وقضاة، وعدد من رؤساء الهيئات الرقابية، وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير

بعد كلمة لعريفة الإحتفال المدير العام كريستين زعتر توالت الكلمات،

فأعرب رئيس البلدية بفرحه بزحلة العروس  التي رآها ترتدي أبهى وأجمل حلة لديها لتستقبل رئيس الجمهورية، وتؤكد أن هذا المنزل كان وسيبقى منزلكم، بيت الكرامة والشهامة، بيت الكرم والجود. إن زيارتكم الى بيتكم هذا مباركة، فهو الذي كان على مر التاريخ مقصدا ومحجا لكل انسان اراد التمرد على الظلم والطغيان، وتحول الى مربى الاسود ودار السلام”.

وتابع: “ها هي زحلة اليوم تولد من جديد، وتعيد الاعتبار الى كل فرد فيها، وتعطي لكل صاحب حق حقه، وتكتب صفحات جديدة من تاريخها المجيد بأحرف من نور وثقافة وانفتاح وبالطبع انماء. نحتفل اليوم مع فخامتكم بإعادة ترميم القصر البلدي الزحلي، هذا المبنى التاريخي الذي يدل على عراقة المدينة واهلها، استطعنا المحافظة على اصالته، وحولناه في الوقت نفسه الى مبنى اخضر Green Building. كما جعلنا منه مكانا لخدمة ابناء المدينة، وبات بإمكان ذوي الاحتياجات الخاصة اكمال معاملاتهم بأنفسهم، وان يصبحوا موظفين في البلدية. وقريبا، ستتحول البلدية الى النظام الالكتروني E- Municipality”.

واوضح “إن أساس عملنا مبني على رؤية واضحة، وعلى عشق لمدينتنا وشغف بالعمل والانتاج. لقد ورثنا عن اسلافنا قسما كبيرا من المشاكل، وهدفنا ألا نورث اولادنا صعوبات، بل تسليمهم مدينة نظيفة وعصرية يمكنهم الافتخار بها. لقد دفعت زحلة ثمنا كبيرا في الحرب اللبنانية، وكانت النتيجة انهيارا اقتصاديا وتراجعا عمرانيا وتدهورا مالياً، والاسوأ كان تباعدا ثقافيا وشبه انفصال عن محيطها، وهذا ما دفعنا الى خلق جو جديد من الانفتاح والتفاعل مع اهلنا في الوطن. وتوجنا مسيرتنا الوطنية بإقامة مباريات ثقافية بين الطلاب من مختلف الطوائف والمذاهب والمناطق ضمن القضاء من اجل تفاعل حضاري ثقافي وتكوين جيل وطني يحب لبنان وينتمي اليه اولا وقبل كل شيء”.

وقال: “إن همنا هو همكم، فخامة الرئيس، وهدفنا هو هدفكم، ولبنان الذي تطمحون اليه هو لبناننا وحلمنا، وندرك أن همكم هو ربط البقاع ببيروت ضمن شبكة طرقات مميزة، وهذا هو مطلبنا ايضا. كما ندرك أن من همومكم وجود مبنى جامعي للجامعة اللبنانية في زحلة، يجمع كل ابناء البقاع في قلب البقاع، وهذا هو مطلبنا ايضا. ندرك سعيكم الى وجود ملاعب رياضية في المدينة تجمع شبابنا واولادنا من كل المناطق والطوائف، وهذا هو مطلبنا ايضا”.

أضاف: “فخامة الرئيس، إن الامانة التي نحملها في بلدية زحلة غالية جدا، وكي نحافظ عليها ونسلمها إلى الاجيال المقبلة، نطلب بكل محبة رعايتكم ودعمكم الدائم لنا. ان لبنان كان بحاجة الى زحلة منذ 100 عام كي يصبح كبيرا، ويومها لبت المدينة النداء وولد لبنان الكبير. واليوم، تطلب زحلة من لبنان أن يلبي النداء لتصبح بلديتها كبيرة، وهي تملك كل المقومات اللازمة لذلك. ولذلك، نطلب من فخامتكم الدعم لنحقق معا هذا الحلم، في عهدكم.

الوزيرة ريا الحسن

الوزيرة ريا الحسن أيضا بدت عالمة بكل تفصيل من تفاصيل عملية إعادة التأهيل التي خضع لها القصر البلدي، وفي هذا الإطار قالت:”من زحلة القديمة، كما تسمونها، تولد اليوم لزحلة بلدية جديدة، عصرية شكلا ومضمونا، معماريا كما إداريا. تحت قرميد هذا المبنى التراثي الذي يروي قصة تطور العمل البلدي، في عروس البقاع وفي لبنان كله، وبحجارة هذا السراي، التي تحمل تاريخا عريقا منذ اول “قوميسيون بلدي”، في القرن التاسع عشر، تضع زحلة لنفسها مداميك إدارة بلدية تنتمي كليا إلى القرن الحادي والعشرين، فالتسهيلات المتوافرة للمواطنين والمراجعين في القصر البلدي الجديد والتصميم المدروس لمسار المعاملات، سيجعلان الخدمات تنساب كمياه البردوني. ومن أهم الإنجازات في المبنى الجديد، أنه أخذ في الاعتبار تسهيل حركة ذوي الاحتياجات الخاصة، مما يتيح لهم إتمام معاملاتهم بأنفسهم، ويفتح الباب أمام توظيف هؤلاء في البلدية. وأود هنا أن أنوه بحرص البلدية على هذا الجانب، وهو نموذج ينبغي أن يتعمم على كل المقار الرسمية، المركزية والمحلية. كما أن المبنى بات يتمتع بمواصفات صديقة للبيئة، في مجالي التدفئة والتبريد، ويعتمد على الطاقة الكهربائية البديلة، وهذا أيضا ما يجب أن يكون في كل الدوائر الرسمية”.

وتابعت: “لقد كان هذا السراي طويلا مقرا لكل الإدارات الحكومية في زحلة، وحتى للسجن. واليوم، أصبح بأكمله مقرا للبلدية وحدها، وهذا يرمز بلا شك إلى الأهمية المتزايدة للبلديات، التي تعتبر المحرك الاساسي لتحقيق التنمية المحلية. ولذلك، تلقى البلديات دعما من المجتمع الدولي والجهات المانحة، في مسعى إلى تعزيز قدراتها وتمكينها من مواجهة كل التحديات في مجال التنمية من جهة، ومساعدتها على التخفيف من وطأة النزوح السوري من جهة ثانية. وبلدية زحلة اختبرت هذا النوع من الدعم، الى جانب بلديات اخرى، من اجل تطوير عمل وحدات الشرطة البلدية التابعة لها، لمواءمة عملها مع احتياجات المجتمع في زحلة”.

هدية تذكارية

وفي ختام الاحتفال، قدم رئيس البلدية هدية تذكارية هي كناية عن منحوتة تمثل العذراء مريم والسيد المسيح للفنان رودي رحمة.