إفتتحت مساء أمس في بارك جوزف طعمه سكاف البلدي، مساحة الأطفال المخصصة لذوي الإحتياجات الخاصة، والتي جرى تجهيزها بالتعاون مع نادي زحلة- مونتريال، بحسب المعايير الكندية ومواصفاتها العالية للسلامة العامة.

رئيس نادي زحلة مونتريال طوني جحا شرح مصدر هذه المبادرة تجاه مدينته زحلة، والتي بدأ التفكير بها كما قال،  منذ نحو 13 سنة عندما كان بزيارة لصديق له في مونتريال، لديه طفل يعاني من شلل حركي تام. تأثر الطفل كثيرا عندما رأى شقيقته وأولاد جحا يلعبون في “بارك” خاص مجهز بالمنزل، وإنفعل  بطريقة عصبية، ومنذ ذلك الوقت، بدأ يفكر بضرورة أن يكون للأطفال بمثل حالته أمكنة ترفيه خاصة، وقام بأبحاث عديدة، الى أن توصل الى خرائط هذه التجهيزات بالتعاون مع صديق للجالية الزحلية في مونتريال، وهو عضو في مجلس بلديتها، وبدأ تركيب المعدات وتجهيزها منذ نحو عام ونصف.

يشرح جحا، أن مثل هذه الألعاب لأصحاب الحاجات الخاصة لا تتوفر في جميع الحدائق العامة في كندا، وهناك حديقة واحدة مجهزة بما يشبهها، وقد إستفدنا من فكرة احدها، وعدلنا عليها بما يتناسب مع حاجتنا.   يمكن أن يستفيد من هذه الألعاب أصحاب الحاجات الخاصة من مختلف الاعمار،  والمرجوحتين اللتي جهزتا بمواصفات خاصة، يمكنهما تحمل وزن يصل الى 150 كيلوغرام، وإرتفاعهما  الذي  يزيد على 30 سنتم مدروس بدقة  حتى ينتقل الطفل من كرسيه المتحرك الى المرجوحة بسهولة. بعض هذه التجهيزات أحضرت مباشرة من كندا وجرى تخليصها من مطار رفيق الحريري الدولي بالتعاون مع بلدية زحلة، وبعضها جرى تصنيعه محليا، وفقا للمواصفات الكندية، التي منحتها شهادة  certificate بعد التأكد من إحترام جميع شروط السلامة العامة.

العضو في منتدى زحلة للمقعدين طوني قريطم كان من أول الأشخاص الذين إختبروا مع رئيسة المنتدى اليانا خاتشو هذه الألعاب، وعدد من الأطفال بينهم الياس، الذي بدت الفرحة كبيرة على وجهه وهو ينتقل بين لعبة وأخرى، وكان صعبا على والديه إقناعه بضرورة العودة الى المنزل. فشكر قريطم أهل زحلة بمونتريال على مبادرتهم، معربا عن إعتقاده بأنها سابقة  أن يكون في لبنان عموما فسحة للاطفال الذين لديهم إعاقة جسدية.

زغيب: ما قام به نادي مونتريال هو حافز لتفكر الاندية بنفس الإتجاه، ويقفوا الى جانب المدينة بحاجاتها

كما شكر رئيس بلدية زحلة- معلقة وتعنايل نادي مونتريال زحلة، لأنهم فكروا بحاجة قد نكون قصرنا بها، وكان يجب أن نفكر بها سابقا، آملا أن يبقى البارك البلدي  مكانا للفرح لكل الناس. ولفت زغيب  الى أن بلدية زحلة تسعى من خلال كل ما تقوم به، أن تكون الى جانب الزحليين بإدخال الفرحة الى قلوبهم، وهي بإقامتها مهرجانا دوليا إستضافت خلاله الزحليين مجانا الى حفل كارول سماحة، كانت تلبي حاجات خاصة، في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها اللبنانيون عموما،  وكذلك عندما نصر على تنظيم مهرجان الزهور على بولفار زحلة بأفضل المعايير، وكل ذلك بهدف إدخال الفرحة الى قلوب الزحليين، من  كافة طبقات المجتمع، لأن هدفنا كبلدية ان نكون لكل الناس.

وأضاف: ما قام به نادي مونتريال هو حافز لتفكر الاندية بنفس الإتجاه، ويقفوا الى جانب المدينة بحاجاتها.

والمعلوم أن لكندا حصة في بارك زحلة البلدي، وبدأت من خلال التعاون مع مهندس حدائق من مدينة كيبيك، لوضع الخرائط التي تتناسب مع الرؤايا التي وضعتها البلدية في تأمين فسحة بالهواء الطلق لكافة الأعمار. وإذا كان نادي زحلة في مونتريال قد فكر اليوم بتجهيز الموقع بالالعاب، فإننا كما يشرح زغيب بسبب الرؤيا التي وضعناها لم نحتاج لإستحداث أي تغيير في البنية التحتية، كون كل أرجاء البارك البلدي كانت متاحة لأصحاب الإحتياجات الخاصة، الذين يمكنهم الوصول الى اي مكان بدءا من المسرح حتى أعلى نقطة، وإنما اليوم مع إستحداث المساحة المخصصة للعب، سنحتاج الى مراحيض خاصة مجهزة لهم، والتي نأمل أن نباشر بها بأسرع وقت ممكن.

وعما اذا كانت لدى البلدية رؤية لإضافات جديدة على بنية البارك البلدي مستقبلا، لفت زغيب الى مطالبات بتكبير المدرج، لأنه كمركز مهرجانات جميل جدا،  لا يتسع لاكثر من 2400 شخص.إلا أننا  سندرس أولا ما اذا كان التوجه لنتطور في موضوع تنظيم المهرجانات الدولية، وهل يجب ان ننظمها سنويا… فتكبير المدارج سيتطلب أيضا إضافات جديدة كغرف لتبديل الملابس، وحمامات إضافية، وهذه تحتاج الى دراسة.