من القصر البلدي في زحلة أطلق بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر رسالة سلام ومحبة، وقال “في كل زيارة قمت بها الى زحلة، كما في هذه الزيارة انا اتعزى واتقوى بهذا الفرح الذي اراه في وجوهكم، وهذه البسمة، وبهذا الحب والقدرة على العطاء، وهذا تحدي كبير بأيامنا، لأن منطق العالم في هذه الايام هو الأخذ، وهذا الذي علمنا اياه الرب يسوع، أن نعطي بدون مقابل” متمنيا كل الخير والاستقرار لبلادنا ولبنان.”
ونوه البطريرك ب “مدينة زحلة واهل زحلة، الراسخين بالايمان عبر التاريخ” وهنأ الزحليين على محبتهم لأرضهم، ودعاهم أكثر فأكثر ليترسخوا في هذا البلد، ولنبقى ثابتين في أرضنا كثبات ارز لبنان. مضيفا”الظروف صعبة، والاوضاع صعبة، والامور المعيشية الاقتصادية صعبة، ولكن ما شهدنا عليه عبر التاريخ ان الشدة تولد الرجال، ونشكر الله أن كلنا رجال واهل زحلة رجال، وأنتم تحمون بصدوركم وبقلوبكم وأذهانكم هذه الثقافة والنور، والأمور النيرة والأخلاق والقيم والمبادئ والمحبة والعيش الواحد المشترك”،
وذكر البطريرك بالدور الكبير الذي كان لأساقفة زحلة في أيام الحرب ، وعلى رأسهم سيدنا اسبيريدون ، لدرء خطر الحرب الاهلية.”
وقال” نحن ابناء البلد ونعتز بانتمائنا لهذا البلد، الذي هو تاريخ نور وحضارة وحب عطاء للإنسان والإنسانية بشكل عام، وهكذا يبنى لبنان وتبنى زحلة، وتبنى العائلة والكنيسة” تبنى بهذه الوجوه الطيبة والعائلات التي تحافظ على ارث القيم والمبادئ والاخلاق التي تلقيناها من ابائنا واجدادنا، وننقلها لأولادنا وننشئهم على المبادئ والقيم، وعلى الحب والوفاء والإخلاص، حب الوطن، حب الانسان الآخر كائنا من يكون”
وكان رئيس وأعضاء المجلس البلدي قد إستقبلوا البطريرك يوحنا العاشر، الذي زار القصر البلدي بحضور المتروبوليت أنطونيوس الصوري وجمع من الكهنة ورؤساء الكنائس الأرثوذكسية، حيث كان في إستقبالهم أيضا جمع من الفعاليات الزحلية، تقدمهم النائب أنور جمعة.
وفي كلمة لرئيس البلدية اسعد زغيب رحب “برسول المحبة والسلام” مضيفا اهلا بالبطريرك الذي كلما زار زحلة عشنا لحظات فرح وايمان، وكلما زار المدينة كلما زادها طهرا وفرحا وكمالا”
متوجها الى البطريرك بالقول” معك نشعر ان الشرق بخير، هذا الشرق الذي يشكل مهد المسيحية، ومهد الديانات السماوية الثلاثة، يكبر بأمثالكم، ويبقى رمز العيش الكريم ورمز السلام”
ووجه تحية للمطران اسبيريدون خوري الذي غادرنا بالجسد منذ أيام، ” متحدثا عن صفاته كإنسان محب وغيور، علم التواضع كيف يتواضع، وكانت زحلة تعيش بقلبه ووجدانه”
كما توجه بالسلام لكل أساقفة زحلة الذين سبقوه، ورافقوا زحلة في اصعب المراحل
وكانوا بصلواتهم ونشاطهم اليومي يزرعون فينا حب زحلة واهلها.”
متوجها بتحية لابن زحلة الغيور، والمحب، وصاحب الأيادي البيضاء، والنفس الكريمة، المطران نيفون صيقلي الذي لم يترك زحلة ولا لحظة، حتى وهو ببلاد الغربة، وكانت زحلة حاضرة يوميا بصلاته، وكان همه الأساسي ابناء المدينة ، وكان كل ما اتصل بي ، يسألني عن الكل ، عن المشاريع عن النهضة عن العمران، عن الإنسان الزحلاوي الأصيل لأنه هو كذلك. لدرجة انه قرر أن يعود الى هنا، ويقدم لمدينته، أغلى ما جنى بحياته”. منوها بالقرار المتخذ لتكريم ابن زحلة سيدنا نيفون الصيقلي وقد اعتبره زغيب اكبر تقدير لأهل زحلة.
كما توجه بالتحية للمطران أنطونيوس الصوري “الذي لا يترك دقيقة الا ويستثمرها لخير المدينة.”
وختم زغيب قائلا” سيدنا اليوم نطلب منك ان تصلي لنا، حتى تبقى زحلة مدينة السلام والأمان، وجامعة المسيحيين بهذا الشرق.”
ورد البطريرك يوحنا العاشر بكلمة نوه فيها بأعمال البلدية التي سمع عنها كما قال من المطران انطونيوس الصوري، وعن اهتمام رئيس البلدية ومتابعته والاعضاء لشؤون وأمور زحلة، داعيا لهم بالصحة والعطاء الدائم وأملا “أن تتحقق القرارات المنتظرة فيما يتعلق بزحلة من المجلس النيابي”
واعرب البطريرك عن فرحته بما رآه في القصر البلدي، وما سمعه حول ورشة الانماء فيها، معتبرا ان هذه الطيبة في الاستقبال تدل على الجمال في قلوبكم وفي نفوسكم. معتبرا أن شعبنا طيب ويستحق كل خير، ونحن شعب طيب ننشد السلام ولسنا جماعة لا نعرف من اين اتت، لغتها لغة القتل والحرب، إنما لغتنا لغة الثقافة والسلام، فأبجديات الأمة نبعت من هذه البلاد، والمسيحية انتقلت من هذه البلاد، والرسل والقديسين خرجوا من هذه البلاد، والرب يسوع مشى هنا، ومر بهذه البلاد، ونحن ورثنا هذه الثقافة والايمان..”
بعد الكلمات كانت جولة رافق خلالها البطريرك ضيوفه على ارجاء القصر البلدي، وعرف البطريرك على رسالة القصر الذي بني ليكون صديقا للبيئة ولأصحاب الحاجات الخاصة والمواطن بشكل عام، ما ترك إنطباعا جيدا لدى البطريرك، اعرب عنه من خلال ما دونه في السجل الذهبي للبلدية حيث كتب:”لقد قمنا بزيارة القصر البلدي في زحلة في الحادي والعشرين من أيلول للعام الفين وتسعة عشر برفقة صاحب السيادة المطران انطونيوس ميتروبوليبت زحلة، وكان استقبال الرئيس اسعد زغيب واعضاء المجلس، ذلك الاستقبال الذي غمرنا بالمحبة، وكان عزاءً كبيرا لنا عندما إطلعنا على اعمال القصر البلدي وخدماته لأبناء زحلة
صلاتنا وأدعيتنا الدائمين الى رئيس المجلس وكافة اعضائه بالصحة والقوة والعطاء الدائم في خدمة أبناء زحلة عروسة البقاع″