“تكبر القلب” الحملة التي أطلقها الزحليون اليوم على صفحاتهم المختلفة، تضامنا مع “كعكة بو ربيع″، الرجل الذي عرفته الاجيال بإسم كعكته، منذ أكثر من 50 سنة، فمنحته حصانة مطلقة،  جنبته المضاربات على رغم شراستها.

هذه الكعكة “أصلها زحلاوي” كما يعرف عنها أيضا في محلات “ka3k BSemsom” لصاحبها يوسف بو فرح، الشاب الزحلاوي الذي إستثمر بهذا التميز في زحلة، وحقق نجاحا مشابها.

لا ينسب اسم “بو ربيع” الى بكره “يوسف”، وانما لكعكته التي حمل لقبها بعد عودته من هجرة قصيرة لألمانيا وعمله في مخابزها، حاملا معه قيمة مضافة لمهنة اسسها والده.

بجدية ومحبة وصدق، عامل “بو ربيع” كعكته، جاعلا من السمسم الذي يلمع عليها عنوانا لجودة المواد المستخدمة فيها. وهو ورغم سنه المتقدم (70 سنة) لا يزال يعمل لمدة 16 ساعة يوميا. يبدأ نهاره عند الخامسة فجرا بالعجن، يدويا يعطي الكعكات أحجامها وأشكالها المتناسقة، ثم يخبزها بنفسه ايضا وينزل بها بعربته الى بولفار زحلة. بإختصار هو “سولو” مهنته التي لا يستعين فيها سوى بعامل واحد يساعده في مراحل الخبز والبيع احيانا.

يعلم بو ربيع مع طول سنوات خبرته حجم التصريف الممكن بالمدينة، لذلك يحدد كمية الكعك يوميا بما يتناسب مع الطلب حتى لا يبيت احدها.

لا يكشف بو ربيع في المقابل سر خلطته لأحد، حتى عندما طلبها منها والده الذي اسس فرنا آخر في الجنوب. باع الوصفة مرة كما يقول لمغترب في كندا، انما بعد ان وقع على تعهد عند كاتب عدل بأن لا يستخدمها سوى بكندا. عاد المغترب بعد فترة ليخبره عن نجاح فرنه الذي يبيع الكعكة بخمسة دولارات، معترفا لبو ربيع بسر كعكته الذي يختزنه “بيت النار الحجر” الباقي على حاله رغم ورش تجديد الفرن وتوسيعه.

لم يتأثر “بو ربيع”  بالإنتاج المشابه لمؤسسات ضخمة، بل تمسك بالقيمة المضافة لكعكته، ورفع سعرها كي لا “يبخل” في موادها الاولية، وبقي الاقبال عليه أفضل مما كان.

امنت “كعكة ابو ربيع” معيشة عائلته وعلمت اولاده افضل تعليم، فلم يعد بين هؤلاء من يرغب بأن يتولي المهمة عن الوالد. دوّن بو ربيع وصفته بالمقابل حتى لا تندثر، على ان يكشفها لولده يوسف في الوقت المناسب كما يقول، او يبيعها عندما يتعب، ولكن للذي يقدر فعلا “قيمة كعكة بو ربيع”  والى ذلك الحين ستبقى عربته الوحيدة التي تبيع الكعك في زحلة.