20 ألف وجبة غذائية جديدة، أضيفت بدءا من يوم الثلثاء،  الى وجبات غذائية مجانية تقدمها عدة جهات في زحلة، مع قبول بلدية زحلة – معلقة وتعنايل “هبة” من “فاعل خير زحلي مغترب”، هو أيضا صاحب مطعم “فقرا catering ” أراد أن يكرس إنتاج مطعمه لتأمين صحن يومي لأفراد وعائلات زحلية هي من الأكثر ضعفا في المدينة،  فيحافظ بذلك ايضا على طاقم مطبخه، ويؤمن إستمرارية عمله بظل الظروف الصعبة التي تتخبط فيها معظم القطاعات المطعمية والسياحية.

تواصلت بلدية زحلة  بعد تلقيها المساعدة مع جمعية بيت عذراء الفقراء، فقبلت الجمعية بتولي المهمة، على أن يكون ذلك بدعم مباشر من قبل البلدية، وتعاونها اللوجستي لتأمين وصول الوجبات الى المستفيدين بالوقت المناسب.

 وإنطلاقا من هنا باشر عضو المجلس البلدي طوني بو يونس وكريستيان عيسى نحاس بوضع عدة تصورات لكيفية توزيع هذه الحصص، إلى  أن توافقا على إشراك جمعيات أخرى ومتطوعيها في العملية، تعزيزا لمبدأ المشاركة والتكامل بين السلطة المحلية والجمعيات في عمل الخير بالمدينة، وتجنبا للإزدواجية التي قد تنتج عن عملية تقديم مثل هذه الوجبات.

إستعان بو يونس ونحاس من جهتمهما بالناشط الزحلي عصام الفحل لتنسيق عملية التوزيع، فأرسل الاخير دعوة عبر  whatsapp، دعا فيها الراغبين بالتطوع لمهمة توزيع الوجبات على المنازل الى التواصل معه. وكانت مفاجأة الجميع كبيرة، كما يقول الفحل، بعدد الأشخاص الذين تفاعلوا مع الدعوة،  وهكذا إكتملت الصورة.

تعاونت كريستيان مع كافة الجمعيات المتطوعة لوضع لائحة بأسماء الاشخاص الذين سيستفيدون من هذه الوجبات، بمعدل 600 شخص يوميا ولمدة شهرين متتاليين، وقد إختير هؤلاء بعد عملية تشذيب دقيقة، تم من خلالها إختيار الاشخاص الذين لا يستفيدون من تقديمات مشابهة، على أن تعطى الأولوية لمطعم المحبة، الذي كان يحضن عددا كبيرا من المسنين، وقد تضرر هؤلاء بشكل مباشر خلال أزمة كورونا، بالإضافة الى آخرين سمتهم جمعية مار منصور دي بول وعائلة مار شربل.

بعد إكتمال لائحة أسماء المستفيدين، وفقا لأحيائهم، إنتدب ناشطون من كل جمعية لتوزيع الوجبات. وعلى هذه الأحياء توزع متطوعو جمعيات: طلائع فرسان الشرقية، و طلائع فرسان الانطونية،  مطعم المحبة، شبيبة وادي مار الياس، scout du liban،  بيت عذراء الفقراء، كورال عنقود، قدامى الكشاف اللبناني، جمعية سيدات حاملات الطيب، كاريتاس لبنان، عائلة مار شربل، جمعية مار منصور دي بول، الشبيبة العاملة المسيحية، فريق عائلة المنسيين.

وفي اليوم الثالث لتوزيع هذه الوجبات إنطلاقا من باحة مطرانية زحلة المارونية، أصبحت العملية أكثر إنتظاما. ما إن تصل السيارة المبردة المحملة بالطعام، حتى يتأهب المتطوعون لتسلمها والإنطلاق بتوزيعها مباشرة على العائلات. فبدا لافتا حماس هؤلاء الناشطين الذين توزعوا في 14 فريقا،  تتفاوتت اعمارهم وإنتماءاتهم، ولكنهم كلهم يبدون وكأنهم في خلية عمل واحدة، يعملون بفرح، لتسليم الحصص التي تعهدوا بإيصالها،  بسرية وتكتم يحافظان على كرامة كل مستفيد من هذه المساعدات.