تابع رئيس بلدية زحلة – معلقة وتعنايل أسعد زغيب موضوع مدرسة “سيدة لورد” الخاصة المجانية في البربارة، إثر إعلان رهبانية القلبين الاقدسين عن التوجه لإغلاقها. وإلتقى زغيب بالرئيسة العامة الام برناديت رحيم عارضا عليها مشروع البلدية لدعم المدرسة ماليا، مقابل تحويلها مدرسة نموذجية.

وشرح زغيب لموقع بلدية زحلة، أنه بناء لإجتماعات سابقة عقدها مع أساتذة المدرسة، طلب منهم تقديم إحصاءا بميزانية المدرسة وكلفة تشغيلها سنويا، فتبين ما يلي:

تبلغ مداخيل المدرسة من الأقساط المتوجبة على الأهل مع الحسومات 380 مليون ليرة.

أما النفقات فتصل الى 586 مليون ليرة وتتضمن رواتب الأساتذة  بمبلغ  480 مليون ليرة،  ونفقات الكهرباء، والهواتف، ولوازم القرطاسية وأدوات التنظيف.

الفرق بين المداخيل والنفقات هو العجز السنوي الذي تقع فيه المدرسة، والذي يجب ان يسدد مباشرة من ميزانية الدولة، ولكنها تأخرت عن التسديد في السنوات الماضية.

ما إقترحته البلدية، هو أخذ كلفة الأقساط المدرسية كاملا على عاتقها، ليتحول كل مبلغ إضافي يتأمن سواء عبر الأقساط الرمزية التي يدفعها الأهالي، أو تلك التي تصل عن طريق وزارة التربية، لمشروع تحويل المدرسة نموذجية، بإدارة حسنة ومواصفات عالمية.

هذا التوجه جاء بعد إستمزاج لأراء أعضاء المجلس البلدي، الذين وفقا لزغيب أبدى كل منهم حماسا كبيرا لدعم المدرسة، خصوصا أن جميع تلاميذها، والذين يفوق عددهم المئة، هم أبناء المدينة ومن مختلف طوائفها وأحيائها.

وأضاف زغيب “نحن لدينا كل الثقة بإدارة راهبات القلبين الاقدسين، ولذلك تمسكنا بإستمرارها في إدارة هذه المدرسة،  وإرتأينا أنه بتحويلها الى نموذجية، سنشجع مزيدا من الإقبال عليها، ما يرفع من عدد تلاميذها، وهذا فخر لنا أن تصنف مدرسة تدعمها البلدية كنموذجية.

ولكن هذا مرتبط وفقا لزغيب بإستعداد الرهبانية  للإستمرار بتشغيل المدرسة لوجستيا. من ضمن الحفاظ على هيكليتها القائمة. وهذا قرار تتخذه الرهبانية، وفقا لسياستها التربوية العامة. والقرار يعود لها بإبقاء المدرسة مفتوحة أو إقفالها.

وما لمسه زغيب من الأم رحيم، أن قرار إقفال المدرسة لا يتعلق فقط بالمال والتمويل، وإنما بسياسة وضعتها الرهبانية لتجميع قواها التربوية، في سعي لتحسين مستوى مدارسها. حيث شرحت رحيم لزغيب أن هذا أيضا ما تسعى إليه الرهبانية في البقاع الغربي من خلال تجميع قوى عدة رهبانيات في مدارس موحدة.

كرهبنة القلبين الاقدسين في زحلة،  لديها الى جانب مدرسة “البربارة”، مدرسة مار يوسف الصخرة وثانوية القلبين الاقدسين بالراسية. ولما كانت مدرسة البربارة هي الوحيدة “المجانية”، فقد سمع زغيب توجها من قبل الرئيسة العامة  لنقل رخصتها الى مدرسة مار يوسف، وهو ما أمل أن يضغط نواب المنطقة من أجله، إذا كان قرار الإقفال نهائيا.

بالموازاة يقول زغيب ان الرئيسة العامة اخذت على عاتقها توزيع الطلاب بين مدرستي مار يوسف الصخرة واليسوعية، حيث سيعاملون من ناحية الاقساط المدرسية معاملة مشابهة لمدرستهم  المجاية، حتى يتخرجوا من المرحلة الابتدائية. على أن تدرس ملفات الأساتذة الذين سيجري ضم قسما منهم أيضا الى المدارس الأخرى.

وبلدية زحلة كما يقول زغيب، في حال لم تصل الى إتفاق مع المعنيين على إبقاء مدرسة البربارة مفتوحة، ستدعم مدرسة مار يوسف الصخرة بمبلغ أقل، إنما شرط الحفاظ على أساتذة البربارة وخصوصا في مثل هذا الظرف الصعب الذي نعيشه.

وإذا يلفت زغيب الى صعوبة الوضع العام بزحلة ككل لبنان، يلفت الى إنشاء لجنة للمساعدات المدرسية Comite’ aide scolaire de Zahle  بموازاة لجنة المساعدات الإجتماعية Comite’ aide social de Zahle  التي قامت بدعم كلفة الدواء وحليب الأطفال في مستوصفات الصليب الأحمر، وستبدأ بتوزيع الحصص الغذائية على العائلات الأكثر ضعفا وفقرا في المدينة.

وستكون مهمة لجنة المساعدات المدرسية دعم أقساط الطلاب المجتهدين، والذين تعثر ذووهم في تأمين أقساطهم بالمدارس الخاصة. ويشرح زغيب أن اللجنة تنطلق من هبة قدمها شخص من زحلة، وستجتمع لتأسيس صندوق خاص لجمع مزيد من التبرعات، من أجل مساعدة التلاميذ المتعثرين بالأقساط، خصوصا أن الكل يتوقع إستمرار الأزمة التي نعيشها لفترة طويلة.