حركة شبابية مختلفة تشهدها مكتبة البلدية في البربارة.. الكل منهمك في اللمسات الاخيرة ل “رحلة ع زحلة”. هي رحلة عبر العالم الإفتراضي virtual ، ستبدأ يوم الإثنين المقبل، وتجمع أطفال زحلة ولبنان المقيمين مع المنتشرين في فرنسا، ليتشاركوا معا قصصا عن زحلة، يستعيدون من خلالها بعض المصطلحات الزحلية، يتعرفون الى تقاليد وخصائص تراثية حول المدينة، يرسمون، يغنون، يبنون صداقات جديدة، وبذلك يتخطون جائحة كورونا العالمية، ليحافظوا على روابطهم ببلدهم، وخصوصا بمدينة زحلة.

المشروع هو ترجمة تعاون بين بلدية زحلة- معلقة وتعنايل، مع نادي زحلة – فرنسا، وجامعة الإنتشار الزحلي. ويساهم في إحيائه أيضا كورال “عنقود”، محترف جورجيت زعتر، مجموعة “BE THE CHANGE” الشبابية والصحافية دانييل الخياط.

يأتي تنظيم “الرحلة” وفقا لعضو مجلس بلدية زحلة، وجامعة الإنتشار الزحلي ميشال أبو عبود كتعويض عن المخيم الصيفي الذي تقرر كأحد توصيات مؤتمر الإنتشار الزحلي الاول BACK TO ZAHLE BACK TO AHLE، الذي إنعقد في الصيف الماضي، وكان يفترض تحويله حدثا سنويا لتفعيل التواصل مع زحلة والعودة الى الجذور. ولما كانت جائحة كورونا قد شكلت أحد أكبر العوائق في وجه تنظيم هذا المخيم، توجهنا نحو  هذا الحدث ال virtual،  بدعم من رئيس البلدية أسعد زغيب الذي كان همه أن لا يلغى المخيم الصيفي، فكانت “رحلة ع زحلة” ترجمة أيضا للحماس الكبير الذي أبداه نادي زحلة – فرنسا في تنظيم مثل هذا الحدث.

تعالوا نتعرف الى بيت التراب والى الكرمة ومشتقاتها

يمتد مشروع “رحلة ع زحلة” على مدار أسبوعين، ويجمع الفئات العمرية بين 6 الى 10 سنوات، و11 الى 14 سنة، فيكون الأسبوع الأول مخصصا للحديث عن بيت التراب، إرتباطه بتاريخ زحلة ونشأتها، مواصفاته، طريقة عمرانه، وما يعكسه حول الطبيعة الإجتماعية الأولى لأبناء المدينة.

أما الأسبوع الثاني فيكون مخصصا للكرمة ومشتقاتها من العنب وورق العريش، الحصرم، العرق والنبيذ، الدبس وغيرها مما وضع أسس إقتصاد زحلة كمدينة متميزة في التذوق city of gastronomy ونقل شهرتها الى العالم.

حول الموضوعين، سيكون هناك نشاطات مختلفة في كل يوم، يشارك فيها الأطفال بأسلوب تفاعلي، حتى يتعرفوا بشكل أفضل على زحلة. وتراعي هذه النشاطات القدرة الإستيعابية لكل فئة عمرية، مع سعي لإشراك حتى من لا يتقنون العربية بشكل جيد.

كل طفل بفرنسا سيصطحب صديق من لبنان

يحق لكل طفل بفرنسا أن يدعو أصدقاء مقيمين في زحلة أو أي منطقة في لبنان لمرافقته في “الرحلة”. حيث ستكون مشاركة المقيمين في زحلة أو أي مدينة لبنانية، مجانية، بمقابل رسم 50 يورو للمشترك من فرنسا.

ريع المبلغ الأخير الذي سيجمع من مشاركة أطفال الإنتشار سيذهب لدعم هيئات زحلية ومتطوعين ساهموا ببناء المشروع، مع إصرار كورال عنقود على أن تبقى مشاركته من دون أي مقابل.

فائدة معممة

وبذلك كما تقول رئيسة نادي زحلة – فرنسا جوزيان تامر نكون قد قربنا أطفالنا في الإنتشار بتراث مدينتهم، وربطناهم بلغتهم الأم، وبمصطلحات زحلة التي لا يزال الكثيرون يستخدمونها، أمّنا لقاء أطفالنا مع أصدقائهم، وتشاركهم الإهتمامات ولو إفتراضيا، خلقنا الصداقات وحافظنا على علاقات الصداقة والعائلية التي تشكل أكبر رابط لزحليي الإنتشار بمدينتهم، وفي الوقت نفسه ساهمنا بدعم مالي ولو بسيط تشجيعا لأشخاص كفوءين في زحلة.

تؤكد تامر أن تجاوب زحليي فرنسا كان مفاجئا بالنسبة للإقبال على تسجيل أولادهم، وهو يترجم الحب الكبير الذي يختزنه أبناء الإنتشار لمدينتهم، والذي يجب الحفاظ عليه، إضافة لدعمهم القضية التي يختزنها هذا المشروع، منوهة بحماس بلدية زحلة الكبير للمشروع، وبدعم رئيسها أسعد زغيب.

ركيزة لتجربة مستدامة

في المقابل يلفت أبو عبود الى أن “رحلة ع زحلة” ستضع الركيزة الأولى لتجربة “مستدامة” يمكن تعميمها على سائر بلدان الإنتشار، خصوصا أنه “مع الإعلان عن المشروع تلقينا إتصالات من الزحليين المقيمين في كندا وأميركا، طلبوا التحضير لورش مشابهة”. ويشير أبو عبود الى أن التنسيق مستمر مع نادي زحلة – فرنسا لتطوير هذا المشروع، وخصوصا بعد أن أبدت الجالية اللبنانية في فرنسا وليس فقط الزحلية، المشاركة بال “رحلة” ومن هنا كان الترحيب بمشاركة أي طفل لبناني حتى لو لم يكن زحليا، لخلق حلقة تفاعل أكبر مع زحلة، من خلال تعميم أسباب تعلقنا بهذه المدينة ، عاداتها وتقاليدها وتاريخها وتراثها.