“فأنا زحلة حبي، حيثما كنت كانت،
أو تكن، كان الوجود … “
ببالغ الاسى والحزن ينعي رئيس واعضاء مجلس بلدية زحلة-معلقة وتعنايل الشاعر الكبير جوزف الصايغ.
الخبر حزين للبنان ولزحلة التي يتغرب عنها جوزف الصايغ مجددا، ولكنه يبقى ساكنا في قلوب أهلها، قلوب عشاق الثقافة والشعر والأدب …
هو الذي في سفره الأدبي لم يغترب عن زحلة فكتب فيها يقول:
” كل يوم لنا رجوع اليها
ولنا الراي خافقات عليها
ما رأينا الى جمال وهمنا
غير ذلك الجمال في عينيها
إغتربنا، ولم نفارق كأنا
إغتربنا عنها ولكن إليها “
بقي جوزف الصايغ حتى آخر يوم من حياته “فارسا ثائرا” يبحث عن “الوطن المستحيل” فإذا بمعاناته تستأثر العقل قبل القلب.
مبدع، جريء وصادق …
قال عنه الشاعر خليل فرحات:
“انه كاهن الكلمات، يعرف رعيته قصيدة قصيدة، ومقالة مقالة ، وهو الراعي ينادي خرافه بأسمائها، ويعرف أصل كل كلمة ويتقن طباعتها ونوع مشيتها، ورائحة عرقها.”
في جميع الأنشطة التي تعاطاها كان جوزف الصايغ شاعرا ، “وقد مارس الشعر كفن خلاصي وكان إرتماءه على الشعر إرتماء نسر في مطلق التهمة”.
وصفه أنسي الحاج بـ” صليب لبنان” هو الذي ملأت مقالاته بحب لبنان، ونقل عصفها الى المؤتمرات العالمية التي شارك فيها.
ولد الشاعر جوزف صايغ في زحلة سنة 1928، من بركات وأولغا الصايغ.
متزوج من اليزابيت عبد الأحد فيلديو، وله ولدان، أتم دروسه الثانوية في الكلية الشرقية والليسيه الفرنسية.
سافر الى باريس سنة 1954 حيث أتم جميع دروسه في جامعة باريس- السوربون حتى الدكتوراه ،
عمل الصايغ في التعليم وفي الصحافة وعين ملحقا ثقافيا في مندوبية لبنان الدائمة لدى اليونيسكو، وقد شارك بهذه الصفة في مؤتمرات دولية مختلفة
أسس سنة 1950 الرابطة الفكرية
(زحلة – بيروت)
سنة 1991 أسس المؤسسة العالمية للمؤلفين باللغة العربية
هو عضو في المؤسسة العالمية للعلاقات الثقافية – باريس
نال أوسمة عدة أبرزها الوسام الوطني للفنون والآداب، وسام الأرز اللبناني، منح جوائز وجرى تكريمه مرات عدة أبرزها من قبل الاونيسكو، جامعة ميريلاند، مؤسسة ميرفت زاهد للثقافة في نيويورك، جمعية أهل القلم في بيروت، وجائزة اغناطيوس مارون للشعر، وقد نال جائزة جان سالمه، كما نال جائزة سعيد عقل مرتين.
في مقابلة أجريت معه قال الصايغ أنه يعود الى لبنان دائما بالشوق وعمليا مطلع كل صيف ، وكان هاجسه أن حياته ستنتهي في الغربة.
آخر لقاء مع جوزف الصايغ كان في قصر بلدية زحلة قبل أسابيع عندما شارك رئيسا للجنة عينتها البلدية لإبداء الرأي في مشروع مطروح للمدينة.
رحم الله الشاعر جوزف الصايغ وأبقاه حيا في ذاكرة أجيالنا رائدا من رواد الحضارات وتلاقيها ، وشاعرا مبتكرا أغنى زحلة وإغتنت به.
رئيس وأعضاء مجلس بلدية زحلة – معلقة وتعنايل يتقدمون بالتعزية الحارة من عائلته ومن عموم أهالي زحلة ويدعونهم لذكره في صلواتهم.