طلعة “معمل الثلج” في وسط زحلة، أو التي يعرفها البعض بإسم “طلعة ال”لاروندا” نسبة الى مؤسستين عرفتا إزدهارا في هذا الموقع خلال فترات متفاوتة، فتحت مجددا أمام السيارات والمشاة ولكن بحلة جديدة.
فـ ال “نزلة” على هذه “الطلعة” ممنوعة بإستثناء للمشاة، ولهؤلاء جرى تجهيز أدراج مع “درابزين” يسهل إستخدامها من بولفار زحلة صعودا بإتجاه التقاطع المؤدي الى أحياء مار أنطونيوس، ومار الياس، وسيدة النجاة والراسية، أو بالعكس، فيما على العابرين بالسيارات الإلتزام بإشارات السير التي جهزت في المكان، الى إشارات السلامة المرورية، ووجهة الطريق المؤدية سواء لأحياء زحلة الجنوبية، أو الى “بولفار” الياس الهراوي مجددا.
لماذا طلعة وليست نزلة؟
هنا شرح رئيس بلدية زحلة- معلقة وتعنايل أسعد زغيب:
جاء تأهيل الطريق بعد أن لاحظت البلدية كمية السيارات التي تجتازها يوميا بإتجاه أحياء المدينة الجنوبية، والتي تقدر بنحو 80 بالمئة من مجمل العابرين للبولفار، ومعظمهم من أبناء الأحياء العائدين الى بيوتهم بعد يوم عمل، حيث يفضل هؤلاء بدلا من التوجه نحو أوتيل قادري لسلوك الطريق المؤدية الى الجزء الأعلى من المدينة، إختصار المسافة مباشرة بإتجاه أحيائهم، وهي في الواقع اسرع طريق مؤدية الى البيت بالنسبة لهؤلاء. ولكن في المقابل إذا كان هؤلاء متجهين الى أعمالهم، فإن هذه الطلعة لا توصل الى العمل، بل منفذها في نهاية السوق التجاري، وبالتالي لا يستفيد تجاريا من النزلة سوى بضعة مؤسسات، بينما الأنسب لتنشيط حركة البولفار أن يدخل الزبائن الى السوق التجاري من اوله.
في المقابل شكلت الحاجة لتأمين درج يربط الأحياء الجنوبية ببولفار زحلة الهدف الأساسي من تأهيل هذه الطلعة. إذ لاحظت البلدية أن سكان هذه الأحياء يفتقدون لخط مشاة لائق من والى بولفار المدينة، خصوصا أن الأدراج القديمة على “الطلعة” كانت ضيقة جدا، وتفتقد لمعايير السلامة، ما جعل الخيار الوحيد لدى معظمهم سابقا في إستخدام الدرج المحاذي لنادي أبناء أنيبال.
وبموازاة تأهيل الطريق للسيارات والمشاة كان لا بد من تحديد نظام سير واضح لإستخدامها، وعليه أغلق منفذ الطريق الموازي بإتجاه بولفار الياس الهراوي لما كان يتسبب به من حوادث، ليفتح منفذ عمودي بإتجاهه، مع فاصل مدروس بين السيارات الداخلة الى المفرق وتلك الخارجة منه، حيث جهز هذا المفرق أيضا بإشارة ضوئية للفت إنتباه العابر للأوتوستراد، وإشارات التوقف الإلزامية، ووجهة السير.
يذكر أخيرا أنه على رغم غياب التاريخ الواضح لنشوء “طلعة معمل الثلج”، فإنها ترتبط بشق بولفار المدينة في سنة 1929. حيث بقيت هذه الطلعة قبل إستحداث أوتوستراد الياس الهراوي المنفذ الوحيد لأحياء زحلة الى وسط البولفار من دون أن يعرف ما اذا كانت قد إستخدمت منذ البداية للسيارات. علما أن الطلعة نشأت على خندق قديم للمياه ينطلق من حي المعالفة بإتجاه مجرى نهر البردوني، ولا تزال معالمه موجودة تحت الطريق وفقا للمهندس نديم الحجار. وللإستفادة من مياه “السكر” التي كانت تتدفق في الموقع، نشأ معمل الثلج، الذي كان يؤمن الحاجة سابقا لقوالب الثلج الكبيرة، لتعرف الطلعة بشهرة المعمل، حتى بعد إزالته إثر إستحداث “بولفار” الياس الهراوي.