سيكون قصر بلدية زحلة عند السابعة من مساء  السبت في ٨ حزيران الجاري، على موعد مع  “صوت”… ألبوم من غناء A cappella، أي من دون آلات موسيقية، يجمع أميمة الخليل وكورال الفيحاء غناء، مع الألحان التي وضعها مارسيل خليفة لكلمات 11 شاعر هم الياس لحود، جوزف حرب، منصور رحباني، عبيده باشا، طلال حيدر، مروان مخول، نزار قباني، ، بطرس روحانا زاهي وهبه، محمد درويش، الى جزء من نشيد الاناشيد من الكتاب المقدس.

ما يميز ال CD “اننا سنسمع توزيعا كوراليا لالحان شرقية” وهو بالتالي يعتبر أمرا فريدا يشق طريقا جديدا بالموسيقى العربية.

ولكن هذه ليست كل قصة إستضافة زحلة لهذا العمل الفني. فالحفل من تنظيم “عنقود”. كورال زحلي أسسته روزي غره، أستاذة الموسيقى، التي لفتت نظر مايسترو كورال الفيحاء باركيف تاسلاكيان في إدارتها ل”كورال” مدرسة راهبات القلبين الأقدسين، منذ سنة 2017، فطلب منها تاسلاكيان المشاركة بالمهرجان العالمي للغنى الكورالي الذي نظمته “فيحاء” بلبنان، والذي ضم حينها 14 كورالا من  8 بلدان، فكان ذلك مقدمة لإطلاق “عنقود”.

بعد المهرجان تلقى كورال مدرسة اليسوعية دعوات للمشاركة في مهرجانات عالمية، إلا أن ظروف المدرسة لم تسمح بالإستجابة معها، فتأسست “عنقود”

ماذا عن عنقود

 “عنقود” هو حاليا مركز ثقافي موسيقي، يجمع قدامى خريجي القلبين الأقدسين وأطفال من مختلف مدارس زحلة وفتيان من عمر خمس سنوات الى 20 سنة، وشق طريقه الى العالمية في سن مبكرة، عبر مشاركته في مهرجان أوروبا كانتات لغناء الـ  A cappella الذي استضافتة تالين عاصمة استونيا سنة 2018، كأول كورال عربي مشرقي يشارك في مثل هذا المهرجان الذي بدأ منذ سنة 1963 ويجمع سنويا كورالات من اوروبا ومن بلدان مختلفة.

تشرح غره أنه في أستونيا  وجدنا تشجيعا كبيرا، حيث كانت الإضاءة على مشاركتنا قد بدأت قبل أشهر من وصولنا الى تالين، في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي يعرب عن فرحة أستونيا بإستضافة  اكثر من 300 كورال من كل العالم، متوقفا عند المشاركة الأولى لكورال من لبنان. وهذا كما تقول غره “جعلنا نتحضر بشكل أفضل، ونعمل على الظهور بالمناسبة بأداء جيد ومظهر يعبر عن هويتنا، الى تقديم الأغنيات باللغة العربية، حيث شعرنا بتأثر كبير  لتفاعل الناس الذين لم يتقن أي منهم العربية أو يفهمها، ولكنهم كانوا متحمسين للأغنيات التي قدمناها، والتي حصلنا على توزيع معظمها من المايسترو تاسلاكيان، ومجانا.

بعد استونيا توطدت صداقة “عنقود” مع فيحاء، خصوصا أن ما جمعهما هو تقوية القدرات للغناء بدون آلات موسيقية.  وفي إطار هذا التعاون والإحتضان الذي برز بين الكورالين تم إختيار 5 شباب وصبايا من عنقود مع خمسة أخرين من فيحاء وخمسة من كورال  voice of heaven  في صيدا، للمشاركة بمهرجان للاغاني الاثنية الموجودة بالبحر المتوسط سينظم في قبرص.

لماذا سمت كورالها “عنقود” تشرح غره ” لأن عذراء زحلة تحمل “عنقود” العنب بيدها. ولأن العنقود هو شعار زحلة المتجسد على تمثال الشعر والخمر، ولأن الكورال يشبه “العنقود” حباته معلقة بغصن، وكل حبة مختلفة عن الأخرى ونحن مختلفين ولكننا كلنا نتعلق بهدف واحد.

 هذا التناغم ينسحب أيضا على العلاقة بين “الفيحاء” و”عنقود”، هو تناغم على الغناء من دون آلات موسيقية، الذي يعبر عنه تاسلاكيان بشكل أساسي. وتاسلاكيان كما تقول غره “من القليلين  في البلاد العربية الذين لديهم اغان عربية موزعة توزيعا كوراليا. وهو كريم، يعطينا المقوطوعات ويترجانا ان نغنيها. ونحن في المقابل  مقتنعون بغناء الاكابيللا مع انه أصعب، ونحن لا زلنا صغيرين سواء بعمر الكورال أو بعمر المؤدين فيه.”

ومن هنا تقول غره “نفتخر بصداقتنا مع الفيحاء، ونفتخر ان “صوت” سيوقع بزحلة وأنه طلب من كورال عنقود تنظيم الاحتفال، الذي سيتضمن شهادتين من  السيدة اميمة الخليل وباركيف تاسلاكيان عن العمل، الى تأدية لبعض أغنياته. أما عنقود التي إعتادت على لفتات تاسلاكيان تجاهها، سيكون لها لفتة تجاه إستضافة الفيحاء في زحلة، تعبر فيه عن فرحها بهذا الحدث.

وهذا النشاط المشترك لبلدية زحلة مع عنقود، لن يكون الأول أو الأخير، بل هناك نشاطات أخرى في زحلة تتحفظ غره عن الإعلان عنها قبل أوانها. لافتة في المقابل الى أن عنقود تضم دائما أعضاء جدد، يجري تأهيلهم لينضموا الى الكورال القديم، هذا إضافة الى ما يوفره المركز من دروس عزف على ال VIOLIN والغيتار،  ومن نشاطات ثقافية فنية موسيقية للاولاد، ونشاطات تساعد على إكتشاف لبنان وزحلة واكتشاف الاخر، ليختتم الصيف بجولة في شمال لبنان تحت شعار “لبنان المغنى”. فيما الهدف البعيد ل “عنقود” أن تشارك مجددا في مهرجان اوروبا كانتات الذي سينظم في سلوفانيا سنة 2021، فتحمل مجددا إسم زحلة ولبنان الى هذا المهرجان.