قام رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم، يرافقه الرئيس العام للرهبانية الباسيلية المخلصية الأرشمندريت انطوان ديب، بزيارة هي الأولى منذ توليته لبلدية زحلة المعلقة وتعنايل حيث كان في استقباله رئيس البلدية المهندس اسعد زغيب واعضاء المجلس البلدي.
وجال سيادته برفقة زغيب في ارجاء واقسام القصر البلدي مستمعاً الى لمحة عن تاريخ البناء والبلدية وعملية التجديد التي شهدتها منذ فترة غير بعيدة، وعن سير العمل في الأقسام وخدمة المواطنين.
وفي قاعة الإجتماعات كان لقاء مع المهندس حبيب الدبس الذي قدّم شرح مفصل عن الرؤية والإستراتيجيات العمرانية، والأنظمة المقترحة وعن المخطط التوجيهي لمدينة زحلة.
استهل اللقاء بكلمة ترحيب لرئيس البلدية وتوجه فيها الى المطران إبراهيم قائلا “مسؤولياتكم كبيرة ولا تقتصر فقط على طائفة الروم الملكيين الكاثوليك التي ترأسها، بل هي تجاه زحلة بأجمعها. كان لدينا مدينة نموذجية في لبنان يعيش فيها المواطنون بأخوة ومحبة تحت اجنحة مطرانية سيدة النجاة التي كان يلجأ اليها الزحليون من مختلف الطوائف ، لكن الأحداث اللبنانية عام 1975 أحدثت تغييرات كبيرة. سيدة النجاة كانت ولا تزال ملجاءً وملاذاً لكل زحلي وبقاعي.”
وأضاف ” لدينا مطارنة في زحلة نحترمهم ونجلهم مسؤولون عن ابرشياتهم وابناء طوائفهم لكن مسؤولياتكم بالذات كبيرة وتتخطى الطوائف وكلنا نعلم بأنكم أهل لهذه المسؤوليات، ومطرانية الروم الكاثوليك عودتنا على انفتاحها على الجميع لأنها في الأساس هي من اوجدت هذا الإنفتاح وخلقت هذا الجذب للناس الى زحلة، المدينة التي نعمل من جديد لتعزيز هذا الإنفتاح على الجوار ومد اليد للآخر لكي تبقى مدينة زحلة الأساس لأي تقدم ممكن ان يحصل في اي بلدية. نحن نقوم بمساعدة كل البلديات خاصة في ما يختص البيئة والنفايات التي تتكفل البلدية بجميع المصاريف وبالمقابل البلديات المجاورة تدفع مبالغ زهيدة بالنسبة الى الكلفة.”
وعرض رئيس البلدية للمطران ابراهيم المشاكل التي تعيق العمل البلدي، خاصة مع توقف المشاريع الإنمائية والإلتزامات بسبب الأزمة المالية والإقتصادية التي تمر بها البلاد، معرباً عن امله بأن تزول في وقت قريب ليعود العمل الإنمائي الى مجاريه.
من ناحيته شكر المطران ابراهيم المهندس زغيب واعضاء المجلس البلدي على الإستقبال وابدى اعجابه الشديد بالقصر البلدي وهندسته وعملية التجديد التي شهدها والتنظيم في تقسيم الأجنحة والأقسام وقال :
” في ظل هذا الزمن الصعب، زمن الإنهيار الشامل على صعيد لبنان عليكم الا تفصلوا انفسكم عن باقي الوطن وتشعروا بالذنب ان التقصير يقع على عاتقكم. انتم لا تحملون عبئ التقصير وكلنا نعلم وكل زحلي يعرف ان بلديتكم هي بلدية نموذجية، فعّالة وحاضرة وجاهزة للعمل.
المشاريع التي اوردتموها تحولت بفكركم الى هموم لأنها مبنية على الصدق.”
وتابع ” بالرغم من كل هذه الصعوبات التي ذكرتموها ولربما بعض خيبات الأمل والتوقف عن تحقيق الأحلام ليست من مسؤوليتكم. عليكم التمسك بالأمل لأن كل زحلة تنظر اليكم، لأنكم منتخبين من الناس لكي تحملوا همومهم وتضعوهم على طاولة المجلس البلدي وتعملوا على تطوير المدينة. واذا لا سمح الله دخل الإحباط الى افكاركم او قلوبكم لسبب من الأسباب عندها زحلة كلها تُحبط ، ومرضكم لن يكون معزولاً بل يصبح معدياً لذلك من غير المسموح لي ولكم في الوقت الحاضر ان نسمح لليأس او الإحباط او فقدان الأمل ان يدخلوا الى قلوبنا.”
وختم المطران ابراهيم ” اشكركم على الإستقبال المحب لي ولقدس الأرشمندريت انطوان ديب الرئيس العام للرهبانية الباسيلية المخلصية التي هي اكبر رهبانية في كنيستنا الملكية والتي افتخر بالإنتماء اليها، وهي التي اعطت لزحلة قادة كبار عبر تاريخ الأبرشية واذكر بنوع خاص المطران افتيميوس يواكيم الذي بنى مستشفى تل شيحا ومقام سيدة زحلة والبقاع وجدد في المطرانية، كان شخصاً سابقاً لعصره غيّر وجه زحلة وطوّر بنيتها، ولا أنسى المطران اندره حداد والمطران عصام يوحنا درويش. اشكر الرهبانية بشخص قدس الرئيس العام الموجود معنا اليوم بتدبير ربّاني.
وبعد اللقاء دوّن سيادته كلمة في سجل البلدية.